القليل من العشق لآخر العام

stealmysunshineweb

* * *

مع حلول نهاية العام نترككم مع القليل من شذراتنا المكتوبة في العام المنصرم، ومعظمها عواطف 😀 ، مع استثناء وحيد. نعود إلى التدوين بعد أسبوعين في 7 كانون الثاني يناير. كل عام وأنتم بخير!

 *

“الحب الذي لا بداية له، لا نهاية له…”؛ هكذا حدّثني البحر…

 *

أن أنظُر في عيناكِ للمرة الأولى وأرى حب ألف حياة سابقة، أن نحتسي القهوة الأولى كأننا عشنا سوية لألف عام في زمن لم يكتب عنه أحد، وأن أفتح فمي لأتحدث، فتضيع من شفاهي ألف قصيدة حفظتها لأقولها في تلك اللحظة، فأصمت، وأنظر في عيناكِ، وأعلم…

*

عالمنا لا يشبه عالمهم؛ في عالمنا، الحدود لا يحرسها العسكر والنسمات لا تعيقها وثائق السفر، والهمسات حين تهرب بين شفاهنا لا يسجّلها الأمن في أي دفتر…
في عالمنا الكتب المقدّسة يكتبها العشّاق بين ثنايا أجسادهم، والأنبياء يزغردون حين يعبر الحبّ أديانهم، والآلهة ترقص وتغنّي بدل أن تحرّم وتغضب…
في عالمنا لا وجود لساعات الحائط أو للتاريخ المثقل بالخطايا، لأن كل جرعة من العشق فيه هي كالموجة، تتجدّد في كل لحظة وتعانق الشاطىء في كلّ مرّة كأنها المرّة الأولى…
في عالمنا لا وجود للمسافات أو للجغرافيا، سوى تلك الطريق الغامضة الممتدة بين العنق والخصر…
في عالمنا كتاب القدر صفحاته بيضاء نرسم عليها ما أردنا من أحلام دافئة، لا نشرات أخبار تسجن ثوراتنا وألواننا بين سطورها…
عالمنا يشبهنا كثيراً ولا يشبه عالمهم. جرعة منكِ كافية لخلق العالم كل يوم.

 *

سنموت كثيراً بعد فيما الكوكب سيستمرّ بالدوران بخفّة، غير آبه بنا وبحروبنا الصغيرة… وسنقاتل بعضنا البعض كثيراً بعد فيما القمر يراقبنا كل مساء بلا مبالاة. وسنصرخ على بعضنا بعضاً كثيراً بعد فيما الشمس تشرق كل ليلة وتغيب بصمت… سنجوع ونكفّر ونحرّم ونغضب وننتقم من بعضنا بعضاً كثيراً بعد، سنتحضر ببطىء، فيما تكمل المجرّات ترحالها الراقص نحو قلب الكون…
حتى يأتي الغبار ويطمر قصصنا تحت طبقات الزمان… حتى يأتي يوم يعثر فيه أحدهم تحت التراب على دمائنا وسيوفنا وركام مدننا وبقايا أحلامنا المندثرة، ويتساءل عن زماننا: أي وحوش رهيبة كانوا هؤلاء؟

2 comments

  1. LuCa · ديسمبر 24, 2012

    بما أنك فتحت باب الحب ، كلمة لـ روح bambina ..

    ” يكفيني أن تزوريني بـ منامي ، قبلتيني أو لم تقبيلنِ ”

    auguri Tony 🙂

  2. Joe H. · فيفري 25, 2013

    روعة. خاصة الأخيرة.

أضف تعليق