إطلاق كتاب جديد: أدون في العمل: يوميات وتأملات موظف غير مناسب للوظيفة

كتابنا الجديد أصبح الآن متاحاً!

هنالك كتب تعلمك كيف تصبح غنياً خلال عشر خطوات وأخرى تلهمك للاستقالة من وظيفتك وملاحقة أحلامك أو تفسّر لك كيف تحصل على ترقيات وتصبح شخصا أسطوريا عالمياً استثنائياً.

هذا الكتاب ليس أيّ منها.

في الواقع عليكم أن تفكروا بهذا الكتاب على أنه تنفيسه طويلة للغاية بين صديقان يتحدّثان عن صراعاتهما مع الوظيفة. هو مجرّد تعبير شخصي عن الواقع المتردّي للوظيفة العصرية وهو واقع يعيشه عدد كبير منّا.

تجربة العمل والوظائف بالنسبة لأبناء جيلنا الشاب هي غالباً تجربة كئيبة، خالية من المعنى، وتأخذ منّا أكثر بكثير مما تعطينا.

مثل الكثير من أبناء جيلي، تنقّلت حياتي بين صراعي الوظيفة والبطالة، ورغم أن هذا الصراع هو واقع مُعاش ومشترك بين عدد كبير جداً من الشباب، إلا أنه صراع صامت، لا يتحدّث عنه أحد، كأنه محظور ثقافي أو سرّ بذيء لا يريد أحد أن يقترب منه، وهذا تحديداً ما دفعني لتأليف هذا الكتاب.

نصادف يومياً مئات المقالات التي تعطينا نصائح لترقية مهنتنا واكتساب ودّ مديرنا، لكن بالكاد نصادف مقال واحد فيه ما يكفي من الشجاعة للقول إن الهراء هو السمة الكبرى لوظائفنا العصرية، وأن مديرنا هو، في الكثير من الأحيان، مجرّد أحمق مزعج.

ما هو كتاب أدون في العمل؟

بدأت بعملية الكتابة في أواخر العام 2019 في نفس اليوم الذي استقلت فيه من وظيفتي، وأنهيت الكتاب قبل أيام قليلة من انفجار بيروت في آب الماضي 2020. ما سبّبه الانفجار من صدمة وخسائر دفعنا لتأجيل الحديث عنه حتى الآن.

حين بدأت بالعمل على هذا الكتاب، كان دراسة أكاديمية أردت من خلالها طرح الأرقام والدراسات التي تعرّي واقع العمل الحالي من حيث رتابة البيئة المكتبيّة وتدنّي الأجور وتمدّد الدوامات وسيطرة الوظيفة على الحياة الخاصة وغياب المعنى والاستقرار في العمل، لكن مع الوقت شعرت أن العرض الأكاديمي قد يكون مملاً والطرح يجب أن يكون شخصي أكثر.

لذلك انتقلت إلى الحديث عن تجربتي الشخصية ومن هنا أتى عنوان “أدون في العمل”، و”أدون” – Adon – هو اسم الكتابة الذي استخدمته لسنوات على مدونتي الشخصية.

الكتاب الذي أطرحه بين أياديكم الآن ليس كتاباً بحثياً رغم وجود بعض الأجزاء البحثية فيه، ولا هو مذكرات شخصية رغم وجود اليوميات الشخصية فيه: هو قراءة لواقع الوظيفة في زمننا الحالي عبر عدسة التجربة الشخصية.

هنالك نوعان مختلفان من النصوص في هذا الكتاب، الأول منها هو سرد التجربة الشخصية مع العمل وفصوله تحمل عنوان “أدون في العمل”، والثاني أورده بين الفصول بعنوان “وقت مستقطع” وهو الجانب التحليلي البحثي عن واقع العمل.

من يجب أن يقرأ كتاب “أدون في العمل”؟

إن كنتم تعيشون صراعات في أعمالكم وحياتكم المهنية فهذا الكتاب هو بالتأكيد لكم، وقد تلاحظون أنه يحكي قصتكم أنتم أيضاً.

أما إن كنتم سعداء في الوظيفة وتتساءلون الآن ما الذي يتحدّث عنه هذا الإنسان بحقّ الجحيم، فهذا الكتاب أيضاً لكم لأنه سيكون ترفيه أدبي يضيء على التجربة المضحكة والمحزنة في آنٍ معاً، لآخرين من حولكم قد يكونوا قربكم في هذه اللحظة تماماً ويلعنون حظّهم في الحياة.

البعض منكم قد يقرأ الكتاب في دوام العمل وفي بعض الأحيان قد ترتسم ضحكة على وجهكم لن يكون بإمكانكم تفسيرها لأحد. هكذا ابتسامة هي سبب كافٍ لأكون راضياً عمّا انتجته هنا لأن كل هذه الكلمات هي لأقول شيئاً واحداً فقط: إن كنتم تتصارعون مع وظائفكم ومهنتكم، اعلموا أنكم لستم مجانين ولستم وحدكم في كفاحكم مع وحش الوظيفة.

الأمور تتحّسن في نهاية المطاف، لكن علينا أولاً أن نتخلى عن كافة أوهامنا فيما يتعلّق بالعمل.

انتقاد الوظيفة العصرية في هذا الكتاب ليس من باب الترف الفكري بل هو موضوع متعلّق مباشرة بحياتنا لأن العمل هو الوعاء الأساسي الذي نصبّ فيه الجزء الأكبر من وقتنا وطاقتنا وتركيزنا في الحياة .

في أحيان كثيرة في خضمّ يومياتنا الروتينية وخلف ابتساماتنا المزيفة في اجتماعات العمل المملة، نحتاج لنتذكّر هدية الحياة لنا.

نحتاج لنتذكّر أنه لدينا ما نعطيه للحياة أكثر بكثير مما تسمح لنا به وظائفنا التعيسة.

أتمنى أن تستمعوا بالقراءة وأن تشاركوه مع زملائكم وأصدقائكم ممن قد يستمتعون به أيضاً.

الكتاب متاح حالياً بنسخته الرقمية على أمازون على الرابط التالي:

كتاب أدون في العمل: يوميات وتأملات موظف غير مناسب للوظيفة  

إن قمتم بقراءة الكتاب سيسعدني سماع آرائكم وتعليقاتكم عليه، وإن أحببتموه يمكنكم أن تساندونا عبر ترك مراجعة للكتاب على موقع أمازون أو على صفحته على غود-ريدز.