القواعد السرية الـ 15 للنجاح في وظيفة المكتب

مع استمرار اجراءات الحجر المنزلي في ظلّ المخاوف من فيروس كورونا وانتقال عدد كبير من الموظفين للعمل من المنزل، يكتشف عدد كبير من الناس الآن أن المكاتب هي إلى حدّ كبير مجرّد مضيعة للوقت. يا للمفأجأة.

هذا الاكتشاف الرهيب هو في الواقع مجرّد لمحة صغيرة عن الحقائق التي تغيب عن معظم موظّفي العالم الذين يقضون حياتهم المهنية بأكملها من دون أن يكتشفوا القواعد البديهية، البسيطة، المعروفة، المبرهنة عالمياً، للنجاح في وظيفة المكتب. ما هي هذه القواعد قد تسألون؟ حسناً سنكشفها الآن للمرة الأولى ونخبركم أنكم أيضاً محظوظون أننا قررنا الكشف عنها هنا على مدونّتنا المتواضعة بدل إرسالها إلى أحدى أهم مجلّات ريادة الأعمال الدولية.

فلنبدأ:

  • حرّك الملعقة في فنجان القهوة بأعلى صوت ممكن. يجب على الموظفون الـ 500 في كل المبنى أن يسمعوك لكي يعلموا أنك تشرب الكثير من القهوة، لأنك نشيط وجدّي ومنشغل وتحتاج للكثير من القهوة للاستمرار بالعمل. هذا الكوب العاشر من القهوة يا ريما لكن أرجوك حرّكي القهوة بعد، إنها موسيقى لأذني ولا أفكّر بإغراقك في كوب قهوتك على الإطلاق.

 

  • الظهور بمظهر المنشغل في العمل هو أهم من أن تكون منشغلاً حقاً. لا يهم أن كنت تشاهد يوتيوب أو تقرأ وصفة جديدة لتحضير الكيك، عليك أن تبدو مشغولاً بالعمل طوال الوقت وإياك أن تقول لمدرائك أنه لديك وقت فراغ لأنهم سيملأوه بما لا تريده من مهام أو سيعتقدون أنك موظف لا قيمة إضافية له.

  • إظهار الانجازات أهم من القيام بها. ادّعاء المسؤولية عن انجاز واحد سيكون أفضل لمهنتك من القيام بعشرة انجازات لا يعلم بها أحد سوى قطتك في المنزل. ليس من الضروري أن تكون أنت صاحب الانجاز لكي تعلنه وتصرع الناس به ليلاً نهاراً. ستتعلّم سريعاً أن الآخرون من حولك سيتبنّون الانجازات التي تقوم بها أنت إن لم تعلن فضلك عليها فوراً.

 

  • التحدّث على الهاتف تنطبق عليه قاعدة تحريك كوب القهوة: عليك أن تقوم بذلك بأعلى صوت ممكن لكي يسمعك من هم في الشارع أيضاً، فأنت إنسان مهم وإنسان مشغول وأحدهم كئيب كفاية ليهاتفك أنت، وعلى الجميع أن يعلم ذلك.

 

  • حضور الاجتماعات أهم من القيام بالعمل الحقيقي. أنت موظف مهم، وكل موظف في الطابق مهم أيضاً، لكنهم لا يعرفون أن يتحدثوا عن الأمور المهمة خارج الاجتماعات، وكل شيء يجب أن يكون ضمن اجتماع. احرص على أن تشارك فيها كلّها، كل اجتماع، ولا تنسى أن تقول بضعة كلمات ولو كان لا قيمة لها، فهي أهم من القيام بالعمل الحقيقي، وإلا لما كان كل هؤلاء الأشخاص المهمين في غرفة الاجتماع هذه لا؟  لا تنس هزّ رأسك عدّة مرات خلال الاجتماع أو سينتبه الآخرون إلى أنك مللت حياتك وتفكّر بالقفز من النافذة.

 

  • تعلّم فنّ استخدام السموم في الإيميل، بحيث يمكنك أن تتمنى للشخص الصحة والعافية بكل تهذيب فيما أنت تعلم، وهو يعلم، وكل من على الـ CC يعلم، أنك مستعد لخنقه حيث يقف.

 

  • بطريقة مشابهة، اتقنّ فن “البوكر فيس”، لأنك ستحتاجه كثيراً للتعاطي مع الأفكار الإبداعية التي يخرج بها مديرك.

 

  • لا تبدع كثيراً، لكن تحدّث بطريقة معقّدة. الشركات، لا تحبّ المخاطرة في الابداع وتغيير المهام والأعمال بشكل جذري، وإن كنت مصمماً أو كاتباً وخاصة في مجال التسويق ستعلم ذلك جيداً. لكن عليك أن تحرص على أن تتحدّث بطريقة معقّدة توحي أنك مبدع وذكي جداً، حتى ولو كان ما تتحدّث عنه مجرّد إعادة وتكرار لما كانت تقوم به الشركة طوال الأعوام السابقة.

 

  • حين يضع أحدهم سماعة على أذنيه، إنه الوقت المناسب لطرح سؤال عليه. فهو في قمة تركيزه ويبدو أنه يكره البشر؟ في جميع الأحوال، إنه الوقت المثالي لكي تسأله عن كل الأشياء التي لم تسأله عنها خلال الساعات الأربعة الماضية التي كان بها أمامك من دون سماعة.

 

  • إن أصبحت عالي الفعاليّة في عملك وشخص يمكن الاعتماد عليه بقوّة، ستعلق في نفس المكان والمنصب والعمل لفترة طويلة. إن كنت أفضل موظّف في وظيفتك لماذا ستخاطر الشركة بتغيير منصبك واستبدالك بشخص قد لا يكون بنفس الفعالية؟ إن أردت النجاح، لا تكن جيداً جداً في ما تقوم به.

 

  • إن كنت تقول نعم لكلّ شيء في العمل، ستجد نفسك تقوم بكلّ شيء في العمل. إنها أسرع طريقة لإنهاك نفسك وكره وظيفتك والقيام بعمل 10 أشخاص براتب شخص واحد.

 

  • قل لا من وقت لآخر وسيحترموك، قل لا كلّ الوقت وسيتم صرفك. هنالك توازن يجب أن تحافظ عليه: حين تقول لا لبعض الأشياء ستجد أن ظروف وظيفتك ستتحسّن بشكل ملحوظ. هذه القاعدة لا تنطبق على الذين يعتقدون نفسهم بيل غيتس وعلى، احم، المدراء المنحرفين، لأن بيل غيتس وذئب وال ستريت يفقدون صوابهم حين يقول لهم أحدهم لا.

 

  • كلّ شركة وكلّ إدارة ستحاول أن تعطيك راتب أقل مما تستحقّه، حتى ولو كانوا سعداء بعملك، حتى ولو كانوا يعتقدون أنك تستحقّ أكثر. لكن الشركة توفّر لك الشاي والقهوة وبعض الكورنفلكس في المطبخ، فلماذا التذمر، أليست شركة رائعة؟

 

  • علاقاتك المهنيّة هي غالباً أهم من عملك نفسه. طبعاً أنت تعلم ذلك. لا تنس أن تبتسم لمن لا تطيقهم. يا لها من وظيفة أحلام.

 

  • لا تأخذ عملك بشكل شخصي، إنّه مجرّد عمل، ستقضي حياتك تصارع ملفات أكسل وفي نهاية المطاف سيأتي ملف أكسل ضخم يحدّد مصيرك بحسب المدخول والكلفة التي تجلبها للشركة. مصيرك غالباً محدّد بالأرقام، ويا لها من طريقة شاعرية إنسانية ممتازة لتحديد مصير الموظف.

 


ملاحظة مهمة: أعلم أن بعض الأشخاص قد يصلون إلى هذا المقال بحثاً عن نصائح للنجاح في الوظيفة، أتمنى أن تدركوا أن المقال هو بهدف نقد واقع الوظائف المكتبية مع القليل من المزاح وليس نصائح فعلية للنجاح في الوظيفة. ما وصفناه هو هو واقع سائد في المكاتب إلى حدّ كبير وإدراك هذه الأمور سيساعدكم في مهنتكم، لكنه ليس نصائح للنجاح وأرجو ألا تتعاطوا معه على هذا الأساس!

أضف تعليق