التدوين كمطرقة: بحث حول البلوغوسفير اللبناني؛ واقعه، تأثيره ومستقبله

(Photo by Tony Saghbiny) الإعلام الاجتماعي: صوت المهمّشين

المقال التالي هو مقدّمة لبحث حول الفضاء التدويني اللبناني سيتم نشره على صفحات المدونة على أربع حلقات خلال الشهر المقبل ابتداءاً من اليوم. ستُجمع المقالات عند نهاية السلسلة في كتيّب PDF لاتاحة تنزيله والاستفادة منه للباحثين والمهتمين والعاملين في مجال الإعلام الاجتماعي

*    *   *

التدوين كمطرقة: بحث حول البلوغوسفير اللبناني؛ واقعه، تأثيره ومستقبله

قبل البدء

انكسرت الجرّة مؤخراً بين المدونين والناشطين الاكترونيين والأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان ودخل هذا البلد الصغير أخيراً نادي الدول العربية القمعية بعدما بلغ عدد المعتقلين والموقوفين والملاحقين لقضايا متعلّقة بحرية التعبير أكثر من ست أشخاص. حوادث الاستدعاء الأمني والقضائي هذه هي أولى مؤشرات بدء إدراك السلطات السياسية اللبنانية أهميّة الإعلام الالكتروني في التأثير على الرأي العام وفي صناعة الفضاء الشبابي والسياسي. وتزامن ذلك مع حركة تدوينية نشطة كمّا ونوعاً ومع أولى محاولات المدونين اللبنانيين لإنشاء رابطة مؤسساتية تجمعهم وتدافع عن حقوقهم. فهل هذه الحيوية في الفضاء الالكتروني اللبناني هي مؤشر لنضوج الحركة التدوينية في هذا البلد وتحوّلها إلى أداة للتغيير الاجتماعي والسياسي أم هي مجرّد مجرّد موجة آنية وعابرة؟

يكاد يكون هنالك إجماع بين المدونين اللبنانيين على أن الحركة التدوينية في لبنان انتقلت مؤخراً من مرحلة التدوين الذي يغلب عليه الطابع الفردي، السياسي البحت، والمؤقت والذي يرتكز في مضمونه على نقل المشاهدات الشخصية، إلى مرحلة التدوين الهادف، المتنوّع، والذي يطغى على مضمونه السعي من أجل التغيير الاجتماعي. وتذهب الدراسات والمقالات التي تناولت التدوين اللبناني خلال الأعوام الماضية إلى تدعيم هذه الخلاصة، نذكر منها دراسة سون هوغبول: “من لائحة –أ- إلى انتفاضة الويب: التطورات في الفضاء التدويني اللبناني 2005-2006”[1]، ودراسة “خارطة الفضاء التدويني العربي” الصادرة بالإنكليزية عن جامعة هارفرد[2] في العام 2009، بالإضافة إلى عدد من المقالات حول هذه المسألة منها تحقيق للزميل هاني نعيم عن انتقال حركة التدوين اللبناني من “المزاجية إلى المأسسة“.

ولا بدّ أولاً من إلقاء نظرة عامة على الفضاء التدويني اللبناني[3]، مع الإشارة إلى أن ما سيرد في هذا المقال هو مشاهدة ورأي شخصي تعبّر عن رأي الكاتب فقط وليست بالتالي دراسة موضوعية ولا شاملة حول حركة التدوين اللبناني. ولدراسة أكثر حيادية نقترح العودة إلى الدراسات التي سبق وذكرناها وهي متوافرة للتنزيل على الانترنت باللغة الانكليزية.

المقال التالي: نظرة عامة على البلوغوسفير اللبناني


ملاحظات:

[1] From A-List to Webtifada: Developments in the Lebanese Blogosphere 2005-2006, Sune Haugbolle, Peer Review Article, Arab Media an Society February 2007.

[2] Mapping the Arab Blogosphere: politics, culture and dissent, Bruce Elting – John Kelly – Robert Faris and John Palfrey, Berkman Center for Internet and Society at Harvard University, June 2009.

[3] سنستعمل كلمة “بلوغوسفير” Blogospshere خلال البحث لاختصار تعبير “الفضاء التدويني” اللبناني.