كيف يمكن أن نرى المقدّس؟ أبعد من ثنائية التوحيد V/S الإلحاد

(هذه التدوينة هي نوعاً ما استكمال للنقاشات حول المقال السابق بعنوان “من خلق الكون؟ هوكينغ، موسى وبيتاغور في غرفة واحدة“)

 

تصوّر مايكل أنجلو لله والإنسان لحظة الخلق - لوحة "الخلق" على سقف كنيسة سيستين في روما

 

يميل النقاش الفكري في العالمين العربي والغربي إلى أسر النقاش حول “المقدّس” بتعريف ضيّق له يتمحور حصراً حول الأيدولوجية التوحيدية. في هذه الحالة، لا يملك الناس عادة سوى خيارين لا ثالث لهما فيما يتعلّق بمسارهم الروحي؛ فإمّا الإذعان والإيمان بإله سرمدي، كلّي العلم والقدرة، يرسل الأنبياء إلى الصحارى ويساعدهم على المشي على المياه، ينزّل الكتب التي تمنع الناس من شرب العرق البلدي، يعذّب ملايين البشر في الجحيم ويهزهز القشرة الأرضية من وقت لآخر للتسبّب بالزلازل المدمّرة، وإما الإلحاد بوجوده بالمرّة لأن هذه الرواية وأديانها تحمل تناقضات هائلة تُسقطها عند أوّل امتحان منطقي.

في ظلّ هذا الواقع، الخيار هو إما الإلحاد أو التوحيد. لكن هل تنحصر الخيارات الروحية للإنسان فعلاً بخيارين فقط، أم هنالك ثالث لهما؟

في الحقيقة، هنالك لا فقط خيار ثالث  فحسب بل دزينة من الخيارات وأكثر، لكن معظمنا لا يعرف عنها شيئاً لأسباب عديدة. وقد يعود جهلنا لها إلى عدّة عوامل، أوّلها أن ثقافتنا في العالم العربي كانت مشغولة خلال القرون الأخيرة بمحاربة طواحين الهواء وإملاء الخيارات على الناس وتخيّل حور العين والارتعاب من بيت شعر هنا وكتاب هناك، وملاحقة المبدعين الذين خرجوا عن القطيع أو شككوا بالأصنام التي حرستها العمائم بأنصال السيوف لمئات السنين. والعوامل الأخرى في هذا التجاهل قد تعود أيضاً إلى أن الثقافة “التنويرية” المضادة للفكر الظلامي خرجت أيضاً أحادية بطبيعتها، فهي تقوم على مبدأ امتلاكها للحقيقة المطلقة بدل أن تقوم على فلسفة إذكاء العقول بالمعرفة لكي يمكن للناس أن تحدّد خياراتها بنفسها.

الطبيعة الأحادية للثقافتان الظلامية والتنويرية في بلادنا أفضت إلى نتيجة واحدة فيما يتعلّق بالخيارات الروحية، وهي شطب كل ما هو خارج الرواية الرسمية للأديان الابراهيمية على أنه “شرك” (وفقاً للدينيين) أو “خرافة” وفقاً (للتنويريين). وفي الحالتان هنالك تسطيح وتجاوز مجحف بحق مدارس فلسفية وروحية وأخلاقية غنية ومتنوعة عرفها البشر منذ القدم حتى اليوم. ومن الملاحظ عادة أن معظم الكتابات التي تعتبر أن المدارس الروحية غير الابراهيمية متساوية في الشرك أو الخرافة لا تعرف عنها الكثير. فكم من التنويريين يعلمون مثلاً أن هنالك أديان ملحدة لا تؤمن بإله كالبوذية؟ ومن يعرف من الدينيين أن نصف سكّان العالم على الأقل يؤمنون بتعدّد الآلهة لا بإله واحد؟ ومن يعلم من الاثنين أنه هنالك مدارس روحية لا تؤمن بخلق الكون على يد إله؟

 

 

راهب بوذي يمارس التأمل في دير في ميانمار - بورما

 

في الواقع، يكفي أن تقوم أي قارئة (قارىء) ببحث صغير عن المدارس الروحية الأخرى لتكتشف بنفسها مدى جهل مجتمعاتنا بها، فباستثناء مقالات يتيمة على الويكيبيديا لا يوجد سوى كتابات من وجهة نظر دينية غالباً ما تتوعّد المشركين بالنار وقطع الرؤوس، هذا إن وُجد شيئاً بالعربية عن الدين المعنيّ على الإطلاق. وحتى على الويكيبيديا، لا يوجد مقالات عن معظم أنظمة الإيمان المختلفة، بل إن الجزء الأكبر من الأخيرة ليس له ترجمة إلى اللغة العربية بعد. فباستثناء التعريف بالتوحيد والإلحاد والربوبية، لا يوجد أي مقال عن أنظمة الإيمان الأخرى باستثناء جملتين، إحداهما عن تعدّد الآلهة والأخرى عن الهينوثية.

وبما أن الحديث عن الرؤى المختلفة للمقدّس وعن إشكالية تجاوز ثنائية الإلحاد – التوحيد يستوجب دراسة طويلة غير متوافرة لهذا المقال، سنكتفي هنا بعرض التصنيفات المختلفة لـ”أنواع الإيمان”، على أمل أن يكون ذلك مساهمة صغيرة في سدّ النقص في هذا المجال باللغة العربية.

ورغم أننا نفضّل خلال هذا المقال استعمال كلمة “المقدّس” Theos خلال الحديث عن الفلسفات الروحية المختلفة كتعبير أكثر حيادية وشمولية من كلمة “الله” إلا أنه لم يكن هناك مهرب من استعمال هذه الكلمة في العديد من المواقع لكن ذلك لا يعني أنها تشير حين نستعملها إلى التعريف الأيدولوجي لله لدى الأديان التوحيدية. وتنسحب كلمة Theos اليونانية أيضاً على المفردات اللاتينية لتعريف مختلف أنواع الإيمان حيث باتت كلمة Theism تعني “المقدّس و\أو الإله و\أو الآلهة”. وهكذا فإن كلمة Mono-theism تعني الإيمان بإله واحد، كما أن كلمة A-theism تعني عدم الإيمان بوجود آلهة أو إله على الإطلاق. كذلك يتم استعمال كلمة “ربّ” Deity للتمييز بين بعض أنواع الإيمان، وسنعرضها جميعاً في ما يلي. ومن المهم الإشارة قبل البدء إلى أنه، باستثناء التوحيد، الإلحاد واللاأدرية، هنالك العديد من المدارس الروحية التي ينطبق عليها أكثر من تعريف في الوقت نفسه.

(معظم المحتوى التالي مترجم عن الويكيبيديا الانكليزية مع القليل من الإضافات والتوضيحات والأمثلة منّا – إن كان لدى أحد من القرّاء الوقت الكافي لنقلها إلى الويكيبيديا العربية سيكون قد أسدى خدمة مفيدة جداً للقارىء العربي بشكل عام )

بالإضافة إلى 1) التوحيد Monotheism، و2) والإلحاد Atheism، هناك:

3) اللا-أدرية Agnosticism: اللا-أدرية (أو التشكيكيّة) هو موقف فكري يعتبر أن حقيقة المزاعم الروحية حول المقدّس لا يمكن تأكيدها ولا نفيها، أو أنه لا يمكن معرفتها على وجه الصحّة. وهي تختلف عن الإلحاد في أنها لا تنفي إمكانية وجود إله، لكنّها أيضاً لا تؤكّد ذلك، هي بكل بساطة تعني “لا أدري ولا أحد يدري أيضاً”.

 

4) ثنائية الآلهة Duo-theism: وهو الإيمان بإله وإلهة (ذكر وأنثى) ذا قدرة متساوية، تشاركا خلق الكون ويتشاركان في التأثير عليه. وهي بذلك متعارضة مع الاديان الابراهيمية – السماوية التي تعتبر الله ذكراً. وتندرج بعض الطوائف الغنوصية القديمة ضمن هذا الإطار، بالإضافة إلى الدين الوثني الحديث المعروف بـ”ويكا”.

 

5) تعدّد الآلهة Poly-theism: أي الإيمان بأكثر من إلهة أو إله. وفي الأديان التي تقوم على تعدّد الآلهة يكون هنالك  مجمع Pantheon يضم جميع الآلهة الذكور والإناث. يعتبرون جميعاً مؤثرين بدرجات متفاوتة على الطبيعة والإنسان. وفي الماضي كانت كل الأديان في العالم أديان متعدّدة الآلهة. واليوم تشمل الأديان المتعددة الآلهة نحو نصف سكان الكوكب، ومنها الهندوسية، البوذية التبتية، الشنتو، الجانية، الأديان الأصلية للصين، استراليا،  أفريقيا، أميركا الجنوبية والشمالية، الأديان الوثنية الحديثة مثل الهيثينية الشمالية (إحياء ديانة الكلت-الجرمان القديمة)، الدرويدية (ديانة الإنكليز القديمة)، الهيللنية (إحياء الديانة اليونانية القديمة)، الكيميتية (إحياء ديانة المصريين القديمة) ونَطيب قادِش (إحياء ديانة الكنعانيين القديمة).

 

 

خلال احتفال أحد الاديان الوثنية الحديثة ببداية الصيف في روسيا

 

6) وحدة الوجود Pan-theism: وتعني بالأصل اليوناني “الكلّ هو الله” (أو: “الله هو الكل”)، وهي الإيمان بأن الكون والله متطابقان بالكامل، أي أن الله هو الكون والكون هو الله. لكن هذه الفلسفة لا تؤمن بأن الله – الكل هو إله شخصي له صفات إنسانية، ولا تؤمن أيضاً بوجود إله خالق. وهنالك العديد من الفلسفات المختلفة ضمن إطار وحدة الوجود لكنها جميعاً تعتبر أن الكون هو وحدة كاملة وأن الطبيعة مقدّسة. وتندرج معظم الاديان القديمة والأصلية ضمن هذا الإطار، بالإضافة إلى الطاوية، بعض الطوائف الهندوسية والبوذية، الصوفية والاديان الوثنية الحديثة.

 

7) وحدة الكلّ في الإله Panentheism: وتعني بالأصل اليوناني “الكل في الله”، وهي مشابهة لفلسفة “وحدة الوجود” في أنها تعتبر أن الله موجود في كل ذرة في الطبيعة، لكنها تختلف عنها في أنها لا تعتبر أن الله والكون متطابقان تماماً بل ترى أن “الله” يتجاوز الكون من حيث الزمان والمكان. ولا تعتبر هذه الفلسفة بالضرورة أن الإله هو الخالق، بل تعتبره القوّة الخلّاقة الموجودة في كل شيء في الكون. وبعض فروع هذه الفلسفة تعتبر أن الكون هو التجلّي المادّي للمقدّس. وتندرج بعض المدارس الروحية القديمة ضمن هذه الفلسفة ومنها الهرمسية والنيو-أفلاطونية.

 

8- الإرواحية Animism: وتعني “وجود روح في كل شيء”، وهي فلسفة تعتبر أن الروح موجود في كل شيء على الإطلاق، البشر، الحيوانات، النبات، الصخور، الظواهر الطبيعية كالرعد، الأماكن الجغرافية كالجبال والأنهار… وبعض التقاليد الإرواحية تعتبر أنه هنالك روح أيضاً للأشكال التجريدية كالكلمات أو الأفكار. وقد بدأت كل الأديان في العالم بالشكل الإرواحي، وهي لا تزال اليوم منتشرة في الأديان الأفريقية التقليدية مثل اليوروبا، وتلك الحديثة الأفريقية – اللاتينية مثل كاندومبليه، سانتيريا، فودون، بالإضافة إلى الشنتو، بعض التقاليد الهندوسية، السيخية، وبعض الأديان الوثنية الحديثة.

 

 

أحد أتباع الفودون يصلّي في نهر مقدّس في هاييتي - الفودون تُعتبر من الاديان الإرواحية، المتعددة الآلهة والمؤمنة بوحدة الوجود في الوقت نفسه.

 

9) الهينوثية Heno-Theism: وهو مصطلح وضعه العالم الألماني ماكس موللر ليشير إلى عبادة إله واحد لكن مع الاعتراف بوجود آلهة أخرى. وهي بالتالي عكس التوحيد الذي يعني عبادة إله واحد من دون الاعترف بوجود آلهة أخرى غيره. والهينوثية كانت ممارسة شائعة جداً في الأديان الوثنية القديمة، وهي اليوم معروفة في الدين الهندوسي والأديان الوثنية الحديثة.

 

10) الكاثينوثية Katheno-Theism: وهو مصطلح من وضع ماكس موللر أيضاً يشير إلى عبادة إله واحد في وقت معيّن، وعبادة إله آخر في وقت آخر، وهذه ممارسة شائعة في بعض التقاليد الهندوسية التي تعطي الأفضلية في كل دورة دينية لإله محدّد مثل براهما، فيشنو وكالي.

 

11) و12) و13): الأومنيثية Omni-theism، المونيّة Monism، المونلاترية Monolatry،: هي ثلاث فلسفات متشابهة ومترابطة؛ الأومنيثية هي الإيمان بجميع الأديان في وقت واحد، المونيّة هي فلسفة تعتبر أن المقدّس هو مادة جوهرية واحدة وأن كل التجليّات الدينية والإلهية هي مجرّد صور لهذه المادّة الجوهرية خلقها العقل البشري، والمونولاترية هي عبادة هذا الجوهر فقط دون أي إله آخر. وتعتبر المونولاترية بالتالي أن الآلهة المختلفة ليس في الواقع آلهة بل هي مجرّد أسماء بشرية لهذا الجوهر. ومن الأديان التي تعتنق هذه الفلسفات الديانة الكيمتية الأورثوذوكسية (وثنية حديثة ترتكز على تأويلها الخاص للدين المصري القديم).

 

14) الربوبية Deism: (عن الويكيبيديا العربية) الربوبية تؤمن بوجود خالق خلق الكون، وتعتبر أن هذه الحقيقة يمكن أن الوصول إليها باستخدام العقل ومراقبة العالم الطبيعي وحده دون الحاجة إلى أي دين. ويميل معظم الربوبيين إلى رفض فكرة التدخل الإلهي في الشؤون الإنسانية كالمعجزات والوحي وترفض بالتالي فكرة أن الإله كشف نفسه للإنسانية عن طريق كتب مقدّسة. وتختلف بذلك عن المسيحية واليهودية والإسلام التي تعتبر أن الله يتدخّل في حياة البشر وتختلف أيضاً عن الإلحاد.

 

15) تعدّد الأرباب – Poly-Deism: وهي تمزج بين فلسفتي “الربوبية” و”تعدّد الآلهة” في وقت واحد. وتعتبر أن خلق الكون كان نتيجة عملية خلق جماعية قام بها العديد من الآلهة – الأرباب حيث أن كل واحد منهم خلق جزء أو ناحية معيّنة من الكون. لكن “تعدّد الأرباب” يختلف عن  “تعدّد الآلهة” في أنه يعتبر أن الآلهة-الأرباب توقّفوا عن التدخّل في الشؤون الكونية بعد خلق الكون.

 

16) ربوبيّة كلّية Pan-Deism: وهي تمزج بين فلسفتي “وحدة الوجود” و”الربوبية”. وتعتبر أن الله الذي خلق الكون، بات هو الكون وقد توقّف بالتالي عن كونه إله منفصل عنه بعد الخلق. ولا يتدخل بالتالي في تسييره.

 

17) الكلّ في الربّ Panen-Deism: وهي تمزج بين فلسفتي “الربوبية” و”وحدة الكلّ في الإله”. وبالتالي تعتبر أن الكون موجود في الله، لكن الأخير لا يتدخّل في تسيير الكون مثل المعجزات والوحي وما شابه، ويمكن معرفته فقط عن طريق العقل.

 

18) الكوزموثيّة Cosmo-Theism: وهي تشابه فلسفتي وحدة الوجود ووحدة الكلّ في الإله، وتعتبر أن “الله موجود في الكلّ والكلّ موجود في الله”. وترى بالتالي أن الكون موجود في المقدّس، وأن الأخير ليس إله شخصي بل قوة روحية خلّاقة وجوهر محرّك موجود في كلّ ذرّة من الوجود. وتعتبر أن طبيعة الوجود هي في حالة تطوّرية دائمة نحو حالة الوعي الكوني الكامل، أو على الصعيد البشري نحو “التألّه”. وتعتبر هذه الفلسفة أن الكون هو وجود منظّم ومتناغم وبالتالي فإن المقدّس والوعي الروحي والواقع المادّي لا ينفصلان بل الكل هو جزء من نظام كوني مقدّس ومنظّم بدقّة. وحملت الفلسفة الكوزموثية العديد من المدارسة الروحانية القديمة وخاصة الهرمسيّة، النيو-أفلاطونية والثيوصوفية.

 

بعد هذا العرض، أكاد أكون متأكد أن العديد من القرّاء قد يكتشفون أن معتقداتهم الخاصة التي لم يعرفوا ماذا يمكن أن يسمّوها في السابق بات لها الآن اسم، وقد يكتشف بعض القرّاء المتديّنين أن معتقداتهم الشخصية لا تندرج مئة في المئة ضمن إطار التوحيد (وربما تكون أقرب لوحدة الوجود أو وحدة الكلّ في الإله أو أي فلسفة أخرى)، والقرّاء الملحدين واللادينيين قد يكتشفون أنهم أقرب إلى اللاأدرية أو الربوبية أو أي فلسفة أخرى منها إلى الإلحاد.

وهنا تلعب الحشرية دورها 😀 لأسأل كيف يرى كل قارىء المقدّس؟ وما الذي يعتقده الأقرب إلى معتقداته من بين هذه الرؤى المختلفة؟ الكل مدعو للإجابة : )

15 comments

  1. عبير · أكتوبر 11, 2010

    أدون العزيز جدا،
    حشريتك مقبولة ما دامت لم تتجاوز حدود المقدّس 🙂
    وعلى كل حال، قبل ما اوصل للفقرة الأخيرة، كنت خلال قرائتي عم بحضر بعقلي شي معتقدين تلاتة قريبين كتير لكيف أنا بحس الإشيا، بس قبل ما أدلي بإعترافاتي، حابة أقلّك إنو هادا النص بيستاهل يكون مشروع كتيّب جديد، لإنو متعوب عليه كتير كتير، أكتر من شي 95% من التدوينات اللي نُشرت بالفترة الأخيرة وقريتها.

    إسا بخصوص معتقداتي، عن جد الشغلة حلوة طلعت، واكتشفت إني موجودة بين نقطتين، خلّينا نفترض إنو في scale إلو طرفين، من طرفو الأول في اللاأدرية، ومن طرفو التاني في وحدة الوجود + الارواحية (حطّيتهن سوى لإني حاسستهن بيكمّلو نفس الفكرة اللي براسي)، وأنا عم بقرا حسيت متل كإني أنا واقفة بمكان ما بين هالطرفين، الطرف الأوّل (اللاأدرية) بيمثّل عندي العقل المطلق، العقل بيقلّي ضلّي شكّي بكل شي، لبين ما يجي الإثبات، والعاطفة بتخلّيني أتمسّك بفكرة وحدة الوجود وفكرة الارواحية، وبتحسّن علاقتي مع الطبيعة، اللي هيي بنظري مقدّسة بكلشي موجود فيها.
    وبما إني عاطفية فبلاقي حالي، بشكل عام، أقرب عالطرف التاني (وحدة الوجود والارواحية).

    بتعرف شو؟ عم بفكّر أبشّر بالارواحية، بلكي جمّعت حواليي شلة نسّاك، وقمنا بنينا معبد هون، بهدف ممارسة طقوسنا، وتأدية واجبنا تجاه المقدّس :p

    برجع بقول، نصّ مرتّب، وأغنى أفكاري.

    ضلّ بخير طوني

  2. ادم عبد الحي · أكتوبر 11, 2010

    اشكرك على هذا التوضيح ، فعلا كثير من الناس وانا منهم اشعر بنوع من العقيده لكن لا تنطبق مع التوحيد او الالحاد تماما ، انا اشخصيا اشعر باني ضمن فلسفه وحده الوجود والتي اعتقد انها الاقرب للصواب والمنطق واحب انا اسميها فلسفة التوحد (وهي بين التوحيد والالحاد )
    وشكرا

  3. القط · أكتوبر 11, 2010

    أنا أيضا أؤيد فكرة الكتيّب. المعلومات مهمة لتوسيع آفاق الفكر في الوطن العربي، حتى لو لم يؤمن بها او يصدقها احد. فالتعرّف على الأفكار الأخرى من مجتمعات اخرى (أو من مجتمعات أجدادنا!)، يوسّع الفكر و الأفق و يزيد من التقبل للإختلاف الفكري الذي نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
    تحياتي 🙂

  4. Adon · أكتوبر 12, 2010

    @ عبّور العزيزة،
    حبيت فكرة ال scale ، كمان ساعدتني وضّح لإلي أكتر وين انا واقف، لأن عندي هي مزيج من وحدة الوجود، الارواحية وال Cosmotheism وحتى أحياناً الشرك وتعدّد الآلهة : D

    اذا بلّشتي تبشير عطيني خبر، عندك أوّل ناسك جاهز مع اللباس الرسمي : )
    بالنسبة للكتيّب، اي فكرة منيحة ومعقول نفّذها اذا طلع معي بعد مقال مقالين حول هالمواضيع، رح قضّيها كتيّبات طالعة كتيّبات نازلة : )

    *
    @ ادم عبد الحي،
    يا أهلا آدم، بوافقك بالرأي بالنسبة لوحدة الوجود، وبعتقد على الصعيد الشخصي انها متفقة مع الفطرة الغريزية للإنسان ومع عقله في وقت واحد. وفيه فلاسفة كثر خلال التاريخ كانوا من جماعة وحدة الوجود مثل أفلاطون وبيتاغور وزينون الرواقي وغيرهم، لكن بيخلّونا ندرسهم بالجامعات على انهم كانوا موحدّين على الطراز الابراهيمي سبقوا الأديان السماوية وهذا غير صحيح.
    تحياتي

    *
    @القط،
    الدراسة المقارنة هي من أهم الأبواب لتقبّل المختلفين عنّا، فيه ناس بتفكّر انه ما فيه غير مسلمين ومسيحيين ويهود بالعالم، بس لحسن الحظ مش هيدا الواقع : p
    تحياتي صديقي

  5. Dina · أكتوبر 12, 2010

    thanks

  6. hapy · أكتوبر 13, 2010

    هناك ملاحظة ما بكلماتك اني دائما استقبلها وبدون ان ادرى بحالة الدهشة الاولى الطفولية ليس بسبب المعلومات او الافكار لكن بسببك فانت تترك ذبذبات ما في حروفك تظأبي الا ان تجعل قارئك يفتح فمه ويتابعك بدون اعتراض .

    بالاضافة للانبهار الذي اعتدته مع .-. كتاباتك
    النص مرجع عربي مهم جدا ويمثل مفتاح بدأ لاي قاريء يريد استكمال بحثه في معتنقه الخاص

    ارى اني انتمى لفئتين :
    70 % الحاد
    30% لا ادرية

    دمت مبادرا

  7. jafra · أكتوبر 14, 2010

    طوني

    جهد ياطوني جهد.. بتشكرك

    كنت عم فكر بالكم الهائل من التوجهات الدينية او بالاحرى الروحية وقديش في تنوع
    وغريب قديش نحنا عنا قدرة نخلق تفاصيل رغم انو بالنسبة الي ماكتير بيفرقو عن بعض ..

    ازا كنت عم اعتبر حالي من الطرف التاني الي سميتهن ملحدين لا دينيين
    مش زابطة معي اللاأدرية متل ما انت اقترحت لانو هي عم تلغي الحقيقة تماما بس انا بامن بالحقيقة
    وبالعلم بالفكرة وبالعبقرية .. مازبطت معي ولا تسمية للاسف

  8. لمى · أكتوبر 14, 2010

    طوني أكيد تعبت ت لقيت كل هل معلومات.
    صراحة كتير استفدت من المقالة و توضحلي كتير أمور, مسلا صرت أعرف فسر شو معتقدي (:!!!

    ايه و مشتقتلك كمان D:

    وين مختفي؟

  9. Adon · أكتوبر 15, 2010

    هبة العزيزة،
    لا أعلم بالنسبة للذبذبات 🙂 لكن اشعر بتواضع أمام رأيك وانتظره دائماً.
    دمتي مشرقة

    *
    @ Jafra
    جفرا يا جفرا :p
    اذا زابطة معك ملحدين يعني زابطة معك تسمية وحدة على الأقل 😀
    برأيي انهم بيفرقوا عن بعض بالنتائج، يعني مثلاً القول بالتوحيد واعتبار التوحيد مهمّة مقدّسة عنده نتائج مختلفة كلياً عن القبول بتعدد الآلهة والأديان من ناحية حرية المعتقد والإيمان بقدرة الفرد على تحديد خياراته.
    بجميع الأحوال، اذا ما كان فيه تسمية، فينا دايماً نخترع تسميات جديدة : )
    تحياتي بنوت

    *
    @ لمى
    مشتقلك لملوم،
    انبسطت انو عجبتك المقالة، رح اتوقّع منك لمن نلتقي تفسريلي شو معتقدك من دون ولا غلطة :p
    كنت عم بنقل بيتي والمكان الجديد ما فيه انترنت، عم غيب الكترونياً فترات أطول هالفترة، بس قربت تنحلّ مفروض 🙂
    سلامي

  10. حسين رمّال · نوفمبر 16, 2010

    جد شكراً كثير صديقي ع هالمقال الغني والف عافية
    لقيت عندي مشكلة زغيرة، قصدي كبيرة شوي إني بلاقيني بأكثر من خانة وأكثر من تصنيف بذات الوقت نظراً للتشابه بين بعض التصنيفات وربما لعدم تأكدّي بعد على سبيل المثال رح بتلاقيني:
    Cosmo-Theism
    Animism
    Panentheism
    Pan-theism
    Panentheism

    يمكن لاقي حالي بالنهاية ضمن “لا أدرية” نظراً لعدم تأكدي ولعدم قدرتي على نفي، بس بذات الوقت ذاتي ما بتخليني انفي وجود للخالق كرمال هيك رح بتلاقني مشتت بين التصنيفات الخمسة أعلاه يل مش فقط في شبه ولكن أحياناً بيكمّلو شي على بعض…

    رح ابرم شوي وبرجع بلكي بيبيّن معي شي
    تحياتي جداً

    • Adon · نوفمبر 16, 2010

      هلا حسّون،
      اللي عندك ياه مش مشكلة يا صديقي 😀
      لأن باستثناء التوحيد والإلحاد واللاأدرية، معظم التعريفات الباقية ما بتنفي بعضها البعض وما بتتعارض مع بعضها، ومعظم الروحانيات والقناعات الفردية بينطبق عليها أكتر من تعريف بنفس الوقت باستثناء بعض الجماعات القليلة.
      كمان Pantheism و Panen-Theism مع بعضهم بيعملوا Cosmotheism تقريباً، والـ animism من ضمنها.
      انحلّت : p

      تحياتي حسين

  11. التنبيهات: إشكالية الحياة: بداية تحكمها المغالطات وبقاء مرتبط بالرغبات « مَعْمَلْ للتعبير والذكرى : شغلات وأفكار وأشيا… وهيك
  12. التنبيهات: بحث حول الدِين والدّيان ـ الجزء الثاني: معرفة الخالق 2/5 « مَعْمَلْ للتعبير والذكرى : شغلات وأفكار وأشيا… وهيك
  13. التنبيهات: (12) كيف يمكن أن نرى المقدّس « Alexandria 415
  14. مهدي · جانفي 3, 2013

    جرت العاده عند البشريه مذ كانت أن تظهر عندها الافكار والمعاني ومن ثم تعتبرها (المُقدّس). وأضخم هذه المعاني التي أبتدعها الانسان هي الإلوهيه والربوبيه مع إعطاء هذا الإله أو الرب سمة القدره المطلقه والمثاليه العليا علماً بأن كل المعاني المُبتدعه تدرك نفسها وما تُخول بهِِ لذا فهي فاعله بسوقِنا نحن البشر بمقدار التخويل وبالتالي فهي مردوده علينا. وأذكر ها هنا بأن الإلوهيه توهمت إنها هي الفاعله فتَنزلت حتى تستشعر الضعف. وهذا واقعٌ فينا يجب ملاحظتهُ. والحقيقه الكونيه هي وجود فعل ومفعول تجري عليه آثار الفعل ولافاعل ووجود الأخير حاله وهميه صرفه. 

أضف تعليق